صالح أبو مسلم
صالح أبو مسلم
عرف العالم على مر التاريخ الكثير من الطغاة والجبابرة، الذين أفسدوا في الأرض وأذاقوا الناس الويلات وغيرها من المظاهر الوحشية، وذلك من خلال الحروب والصراعات والرغبة في استعمار الدول، حتى أخذهم الله بذنوبهم، وخلص العالم من شرورهم، ومثل هؤلاء الجبارين والطغاة لم ينقطعوا، ودليل ذلك هو بنيامين نتنياهو الغادر رئيس وزراء إسرائيل ومتطرفوه ومستوطنوه، وهؤلاء الذين لا عهد لهم ولا ميثاق، ومن يذيقون الشعب الفلسطيني كل أشكال العذاب علي مدار ثلاثة عقود، ومن أبشع تلك الجرائم الإسرائيلية، هي حرب الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا، ورغم أن غالبية شعوب العالم ومؤسساته الأممية أعطوا كل وقتهم لفرض السلام، وإرجاع الحقوق إلي أهلها، ووقف حرب الإبادة، إلا أن هذا الطاغي “نتنياهو” لا ينهى عن منكر فعله، إنه الزمن الذي علت وتعالت فيه إسرائيل علي الأبرياء العزل من شعب فلسطين، وكما أشار الله لنا في كتابه الكريم في سورة الإسراء” وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً”، ولقد وصل الصهاينة إلي هذا العلو انطلاقا من قوتهم العسكرية ومساندة أمريكا لهم في الشر دون الخير، ما دفع الصهاينة المتطرفين الذين يحكمون إسرائيل وعلي رأسهم بنيامين نتنياهو إلى الشعور بالغرور والعلو، ولهذا – ووفقا لحقدهم وشرورهم ـ فإنهم يتوحشون ويقتلون الأبرياء العزل، ويفسدون في الأرض، ويعملون الآن علي تعذيبهم وتشريدهم وتهجيرهم، أو باعتقالهم وهدم بيوتهم وحرمانهم من أبسط حقوق الحياة، ولقد جاء هذا الإجرام المتواصل في حق أبناء غزة والضفة لضعف الأمة العربية والإسلامية، وحتي ضعف الكثير من دول العالم ومؤسساته أمام إمكانية وقف هذا العدوان أو نشر السلام، أو بالقدرة على وقف الحرب وتحقيق السلام، وإرجاع الحقوق المغتصبة لأصحابها، وإقامة الدولة الفلسطينية التي ينتظرها شعوب العالم، وما دفع إسرائيل إلي تجبرها وإشعال حربها الوحشية هو تنازع الفلسطينيين وفصائلهم المختلفة، وتخليهم عن أن يكونوا علي قلب رجل واحد، وتحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية التي تمثل السلطة في فلسطين، والتي يعترف بها كل شعوب العالم، ورغم أن الزمن الذي نعيشه الآن بكل أحداثه ومآسيه وكوارثه التي تقف من ورائها همجية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك باعتبار أن زمن الطغيان والغرور هو زمنهم، فإن العالم العربي والإسلامي وشعوب العالم الحر وعلى رأسهم صمود أبناء غزة وفلسطين سيواصلون التحدي، وإجبار الطغاة علي التوقف عن طغيانهم واختيارهم طريق السلام، وفي النهاية إرجاع الحقوق إلي أصحابها.
فمع هذا الظلم والتجبر الإسرائيلي، وهذا الزمن الذي بما تفعله إسرائيل يعد من أسوأ المآسي التي عرفها العالم، فإن نصر الله آتٍ لا محالة، و نهاية هذا الزمان الذي تتعالي وتبني فيه إسرائيل بيوتا ومستوطنات علي أرض غيرهم، وذلك تصديقاً لقول الله تعالى ” فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مّفْعُولاً ثُمّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً.”