مصطفى بن خالد – مستشار سابق في الخارجية اليمنية
في فجر الثالث والعشرين من يوليو عام 1952، لم تُبدِّل مصر حكماً بحكم، ولا وجهاً بآخر، بل أطلقت روحاً جديدة في جسد أمة بأكملها.
لم تكن تلك اللحظة مجرد حركة ضباط غاضبين من فساد القصر، بل كانت صحوة حضارية، تقاطعت فيها الجغرافيا مع التاريخ، لِتُخرِج مصر من ضيق الدولة التابعة إلى أفق الدولة القائدة.
لقد نهضت القاهرة في تلك الليلة لا لتستبدل سلطة ملك بسلطة ضابط، بل لتعيد تعريف فكرة الدولة ذاتها: دولة الاستقلال لا التبعية، العدالة لا الامتياز، الكرامة لا الخضوع.
وما إن أشرقت شمس يوليو، حتى تزلزلت الخريطة العربية من المحيط إلى الخليج.
كانت مصر، كما شاء لها القدر، لا تصحح مسارها الداخلي فحسب، بل تُعيد ضبط الاتجاه التاريخي للعالم العربي برمّته.
إنها الثورة التي لم تنشأ لتُحكم، بل لتُلهم.
لم تقتصر على خلع تاج، بل استهدفت خلع قرون من الانكسار، وميلاد عهدٍ يُعيد للأمة لُغتها السياسية، وموقعها في حركة التاريخ.
لكن ما ينبغي التوقف عنده حقاً، هو أن ثورة 23 يوليو لم تُولد وفي نيتها أن تكتفي بمصر.
لم تكن حدثاً محلياً يطمح إلى إعادة ترتيب الداخل فقط، بل كانت لحظة عربية كبرى خرجت من قلب القاهرة لتحمل على أكتافها مشروع نهضة لأمةٍ بكاملها.
لقد خُلقت هذه الثورة بعقل مركزي مصري … لكن بروحٍ تتجاوز الحدود والسياسات والجغرافيا.
كانت تصوراً استراتيجياً لكيف ينبغي للعالم العربي أن يكون:
مستقلاً عن الاستعمار، متحرراً من الرجعية، موحداً في الرؤية والمصير.
ومن هنا، لم تُشعل يوليو مجرد شعلة وطنية، بل نصّبت نفسها نقطة الارتكاز التاريخية لليقظة القومية، ومنارةً أممية أضاءت دروب المستضعفين من آسيا حتى إفريقيا، ومن فلسطين إلى كوبا.
كانت مصر لا تخرج من سجن التبعية فقط، بل تُحطم الأقفال عن أبواب شعوبٍ بأكملها، وتمنحها أدوات التحرر ومفاتيح الكرامة.
لحظة التأسيس.. من التحرير إلى التأثير
لم تولد ثورة يوليو من فراغ، بل خرجت من رحم معاناة وطنٍ مثقلٍ بجراح الاستعمار، مرهقٍ بتبعية اقتصادية خانقة، مقيدٍ بقيود الإقطاع، وأعمته سنوات من الجهل الممنهج والانكسار القومي، خصوصاً بعد كارثة 1948.
ومع ذلك، فإن ما جعل يوليو فريدة في سجل الثورات العالمية، لم يكن فقط حجم ما واجهته، بل عمق ما تطلعت إليه.
فمنذ يومها الأول، لم تتحدث بلسان المظلوم المصري وحده، بل بلغة الإنسان العربي والإنسان المستضعف في كل مكان.
لم تكتفِ بإعلان سقوط نظام، بل أعلنت ميلاد رؤية.
رؤية تُحرر الإرادة لا الجغرافيا فقط، وتُعيد صياغة علاقة الشعوب بكرامتها، لا بحكامها فحسب.
لقد اتخذت يوليو منذ لحظة التأسيس موقفاً يتجاوز الألم المحلي، نحو مشروع تحرري شمولي، جعل من مصر مركز إشعاع لا يُطفأ، وحاضنة أولى لليقظة العربية، ومنصة كبرى لحركات التحرر في الجنوب العالمي.
وعي البيان الأول:
مصر.. من وطن جريح إلى أمة تتكلم
حين دوّى البيان الأول لثورة 23 يوليو عبر أثير الإذاعة المصرية، لم يكن مجرد إعلان عن تغيير السلطة، بل كان كشفاً مبكراً عن وعيٍ يتجاوز الدولة إلى دور، ويتجاوز اللحظة إلى المصير.
لم يتحدث البيان عن استعادة كرامة مصر وحدها، بل نطق باسم الشعوب التي طحنها الاستعمار وأعوانه، وأعلن منذ اللحظة الأولى أن الثورة ليست معنية بإصلاح الداخل فقط، بل بتحرير المجال العربي والإنساني من كافة صور الهيمنة.
لقد حمل الضباط الأحرار في رؤيتهم بذور مشروع أكبر من مؤسسات الحكم، وأوسع من رقعة الجغرافيا المصرية.
كانوا يدركون أن مصر ليست جزيرة معزولة، بل قلب أمة تنزف، وأن قدرها التاريخي ليس مجرد البقاء، بل القيادة نحو النهضة، والالتحاق بجبهة التحرر العالمي كفاعل أصيل، لا كدولة هامشية تتلقى الأوامر.
لقد تكلمت الثورة يومها بصوت مصر، ولكنها خاطبت ضمير الأمة كلّها، فشعرت الشعوب من الرباط إلى بغداد، ومن الجزائر إلى عدن، أن التاريخ بدأ يتحرك من القاهرة.
وهنا تتجلى عبقرية المفارقة التاريخية:
لقد كانت قومية في جوهر مشروعها، أممية في أفق تأثيرها، ومصرية في نقطة انطلاقها، ولكنها لم تكن حكراً على أي من هذه الدوائر.
خرجت من قلب القاهرة، لكنها لم تُخاطب المصريين وحدهم. كانت تتحدث بلغة الأمة وتفكير القارات، بلغة التحرر لا بلاغة الجغرافيا.
كانت يوليو باختصار:
ثورة تحمل جواز سفر مصري وشرعية نضال إنساني.
مصر بعد يوليو.. من كيان وطني إلى مركز إشعاع حضاري
ما بين 1952 و1970، لم تكن مصر مجرد دولة تنهض من رماد احتلال طويل، بل تحوّلت إلى بؤرة وعي تاريخيّ، وعاصمة رمزية لحركات التحرر في العالم الثالث.
خرجت من حدودها الجغرافية لتصبح مرجعاً أخلاقياً وسياسياً، وتجسيداً حياً لفكرة أن الاستقلال لا يُشترى، بل يُنتزع بالإدارة والوعي والإرادة الشعبية.
أصبحت القاهرة — لا بقرار أممي، بل بشرعية نضالية — ملتقى الثوار، ومرصداً للمثقفين، ومنبراً للمنفيين والباحثين عن وطنٍ عادل.
من أديس أبابا إلى هافانا، ومن الجزائر إلى هانوي، كانت مصر تُقرأ لا كدولة، بل كنموذج.
اليمن.. الساحة التي كشفت عمق التزام مصر بثورة الأمة
من بين جميع الساحات التي امتدّت إليها شعلة 23 يوليو، تظلّ اليمن هي الاختبار الأعظم والأقسى لمصداقية المشروع القومي المصري.
فحين اندلعت ثورة 26 سبتمبر 1962 في صنعاء، معلنةً نهاية حكم الإمامة البغيض وبداية الجمهورية، لم تتردد مصر لحظة في الوقوف إلى جانب الثورة اليمنية، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، بل ووجودياً.
لم يكن الموقف المصري دعماً رمزياً أو بيانياً، بل تدخّلاً استراتيجياً شاملاً غير مسبوق في تاريخ العلاقات العربية – العربية.
أرسلت القاهرة عشرات الآلاف من جنودها إلى جبال اليمن، وقدّمت دعماً لوجستياً واقتصادياً ودبلوماسياً واسع النطاق، واعتبرت أن إنتصار الجمهورية في صنعاء ليس مسألة يمنية فقط، بل ضرورة لحماية ظهر الأمة من الرجعية والتبعية.
كان عبد الناصر يرى في اليمن مفتاحاً جيوسياسياً بالغ الأهمية، ليس فقط لجنوب الجزيرة اليعربية، بل لمستقبل الخليج والأمة قاطبة.
وكان يؤمن أن سقوط ثورة اليمن سيُسقط معها فكرة الثورة العربية ذاتها.
لكن هذا الالتزام لم يكن بلا كلفة، فقد دفعت مصر ثمناً هائلاً، استنزافاً اقتصادياً، ومئات الطلعات الجوية، واستشهاد أكثر من 26 ألف جندي مصري، فضلاً عن التورط في صراع إقليمي مفتوح مع قوى رجعية مدعومة من الخارج، ما مهّد الطريق لاحقاً لنكسة 1967، ورغم كل ذلك، لم تندم مصر، لم تتخلَّ.
بل بقيت في اليمن حتى ثبتت أركان الجمهورية، وخرجت منها وقد دفعت من دمها ما لم تدفعه لأجل أي بلد عربي آخر.
إن ثورة اليمن لم تكن لتصمد، ولا لتحمل بريطانيا عصاها وترحل من جنوب اليمن — ولا يُكتب كل هذا في سجل التاريخ — لولا القرار الاستراتيجي المصري بأن الكفاح العربي لا يتجزأ، وأن المعركة في صنعاء وعدن، لا تقل شأنًا عن المعركة في بورسعيد أو غزة أو الجزائر.
* في الجزائر، دعمت ثورتها بالسلاح والرجال والإذاعة والشرعية السياسية، حتى أصبح صوت المجاهدين يُبث من قلب القاهرة قبل أن يُسمع في جبال الأوراس.
* في فلسطين، أسّست منظمة التحرير، وقدّمت لها الغطاء العربي والبعد القومي، وكانت أول من رفع قضيتها إلى مقامها التاريخي.
* في العراق وسوريا، ألهمت الضباط الشباب أن التغيير ممكن، وأن الاستقلال لا يأتي عبر السفارات بل عبر إرادة الشعوب.
* في إفريقيا، ساندت كوامي نكروما، وناصرت مانديلا، وقدّمت العون السياسي والعسكري لحركات التحرر من الاستعمار البرتغالي والفرنسي.
* وفي أمريكا اللاتينية، رأى فيها تشي جيفارا واحدة من أندر تجارب الدمج بين الكرامة الوطنية والعدالة الاجتماعية، وأعتبر عبد الناصر “رأس الجنوب العالمي”.
كانت مصر آنذاك لا تسعى للهيمنة، بل للريادة الأخلاقية.
لم تُصدّر ثورتها بالمدافع، بل بالفكرة، ولم تُلقن العالم دروساً، بل قدّمت نفسها درساً حياً في أن الأمة حين تنهض، تفتح الباب أمام أمم أخرى كي تنهض.
لم تعد مصر بعد يوليو مجرد بلدٍ يُقاس بمساحته أو تعداده، بل تحوّلت إلى رمزٍ متجاوز للجغرافيا، ومرجعية أخلاقية وسياسية لحركة التاريخ العربي.
فما منحها مكانتها لم يكن وفرة العسكر أو كثافة السكان، بل فرادة الدور، ووضوح الرؤية، وعمق التضحية.
لقد أصبحت مصر — لأول مرة منذ قرون — دولةً تصنع الحدث، لا تستهلكه، تُعيد صياغة الزمن العربي، لا تكتفي بالوجود فيه.
ثورة يوليو في الوجدان العربي.. حين نطقت مصر باسم أمة
لا مبالغة في القول إن الوجدان العربي الحديث، بتوقه للتحرر، ورفضه للذل، وطموحه نحو الكرامة، قد صيغ على إيقاع ثورة يوليو.
لقد أعادت تلك الثورة تعريف العلاقة بين الدولة والمواطن، ليس في مصر فحسب، بل على امتداد الخريطة العربية، إذ أيقظت حلماً كان نائماً تحت ركام الهزائم والانكسارات والملكيات التابعة.
لأول مرة، شعر العربي — من الرباط إلى بغداد، ومن عدن إلى بيروت — أن هناك دولة تتحدث بلغته، تحمل همومه، وتتصدى لأعدائه دون تردد أو حسابات ضيقة.
كانت مصر، بعد يوليو، لسان العرب وسيفهم.
* ففي زمن كانت فيه الملوك تتهامس مع المستعمرين خلف الأبواب، كانت القاهرة تصرخ في وجوههم على رؤوس الأشهاد.
* وفي وقتٍ ساد فيه شعور عام بالخضوع والانكسار، رفعت مصر صوتها عالياً: “ارفع رأسك يا أخي، فقد مضى عهد الاستعباد”.
* وحين كان الفراغ الفكري ينهش جسد الأمة، طرحت يوليو مشروعاً متكاملاً: جمهورية قائمة على العدالة الاجتماعية، والسيادة الوطنية، والكرامة الإنسانية.
لم تكن مصر تحكم العرب، لكنها ألهمتهم.
لم تسعَ للزعامة بقرار فوقي، بل انتزعتها بالثقة التاريخية التي منحتها الجماهير العريضة لدورها.
لقد أصبحت ثورة يوليو مرآة يرى فيها العربي ذاته المفقودة، وخارطة طريق تقوده نحو التحرر، إن امتلك القرار والإرادة.
ولم يكن من قبيل المصادفة أن تُلهم ثورة يوليو ملايين العرب، بل كانت النتيجة الطبيعية لانبعاث مشروعٍ أعاد إلى الإنسان العربي صوته، ومعناه، ومكانته.
تحول صوت جمال عبد الناصر، عبر أثير “ صوت العرب ”، إلى ما هو أكثر من إذاعة:
تحول إلى منبر تعبئة فكرية، وسلاح معنوي، وشريان وعيٍ اخترق الجدران الحديدية للأنظمة التقليدية، ولامس وجدان الشعوب مباشرة.
لقد أجتاز ذلك الصوت الحدود والجيوش والأسلاك الشائكة، وتحوّل إلى ما يشبه الضمير الجمعي لعصرٍ عربيٍّ أراد أن يولد من جديد.
كان الحاكم العربي يخشاه، وكان المواطن العربي يتشبث به كأنّه الوعد الباقي في زمن الخيبات.
البُعد العالمي.. القاهرة مركز غير معلَن لحركات التحرر
بين أعنف عواصف القرن العشرين، في خمسينياته وحتى السبعينيات، حين اتخذ العالم مساراً جديداً بين الاستعمار القديم والحرية الجديدة، لم تكن مصر مجرد لاعب إقليمي، بل كانت القائد غير المعلن لحركة التحرر العالمية.
في معركة تاريخية شديدة التعقيد، جمعت مصر بين هويتها العربية وصداقتها للأمم المستضعفة، لتصبح رأس حربة حركة عدم الانحياز، التي استقطبت أكبر وأهم دول العالم الثالث.
كانت القاهرة، بعقلها السياسي ورؤيتها الإستراتيجية، الجسر الذي ربط بين الهند ويوغوسلافيا وإندونيسيا، وبين أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، لتشكل بذلك نواة فاعلة لمواجهة الاستعمار بكافة أشكاله، القديمة والجديدة.
لم تكن مجرد داعم سياسي من بعيد، بل ساندت مصر حركات التحرر في الكونغو، ووقفت بثبات إلى جانب أنغولا في معركتها الطويلة، وشاركت في دعم فيتنام ضد الاستعمار والنفوذ الأجنبي.
وأصبحت القاهرة موئلاً للثوار والمناضلين من كل حدب وصوب، حيث استضافت شخصيات ثورية بارزة من العالم أجمع، ونقلت رسائل التحرر والكرامة عبر أثير إذاعة “ صوت العرب ” إلى ملايين القلوب المتعطشة للحرية.
لم يكن هذا مجرد رفاه أيديولوجي أو شعار فارغ، بل كان إيماناً عميقاً، وتقديراً راسخاً، بأن قدر مصر التاريخي لا يقتصر على حدودها الجغرافية، بل أن تكون طرفاً فاعلاً ومحورياً في معادلة العدل والحرية العالمية.
في الأمم المتحدة، كان صوت مصر — بقيادة عبد الناصر — صدى إرادة ملايين المستضعفين الذين يبحثون عن العدالة، والكرامة، والاستقلال الحقيقي، ليصبح اسم مصر مرادفاً للحركة العالمية التي هزّت أركان الاستعمار القديم، ومهدّت الطريق لعصر جديد من السيادة الذاتية والشعوب الحرة.
ثمن الثورة.. وكرامة الدور
نعم كل مشروع عظيم لا يُنال بالسهولة، ولا تُهدى ثورته كهبة من السماء.
دفعت مصر ثمناً باهظاً — ثمن دم، عرق، وصبر لا ينفد — مقابل رؤيتها التي رفضت أن تبقى في إطار دولة إقليمية تبحث عن سلام هشّ، وفضّلت أن تقود أمة بأكملها نحو معركة المصير والكرامة، وكانت مصر في قلب العاصفة.
حاربت في اليمن، دعمت الجزائر، أيدت فلسطين، وساهمت بلا كلل في نضالات أفريقيا، فاستنزفت مواردها، وأرهقت جيشها، وتحملت غدر القوى الرجعية والاستعمارية القديمة والجديدة.
وفي نكسة 1967، وجهت إليها أقسى الضربات، ولكنها لم تُنهَ، بل أصبحت مدرسة لكل من آمن أن النصر لا يُقاس بالزمن، بل بالعزيمة والثبات.
ورغم كل الهزائم، بقيت الفكرة حية، بقيت مصر صامدة، وظلت ثورة يوليو شامخة لا تهتز، لأنها ليست مجرد حدث تاريخي، بل مرجعية أخلاقية وسياسية، ومبدأ ثابت في وجدان كل من يرى أن الأمة ليست مجرد خريطة تُقسم، بل قضية كبرى تُعاش وتُقاتل من أجلها.
ثورة حررت مصر.. وأيقظت أمة
ثورة 23 يوليو ليست فصلاً من الماضي انتهى، بل نبض حيّ يتردد في عروق كل شاب يرفض الظلم، وفي كل وطن يصر على الكرامة، وفي كل مشروع وطني يعلو فوق حدود الطائفية والانقسام.
هي الثورة التي لم تكتف بتحرير مصر من تبعية عتيقة، بل أشعلت فتيل النضال في الجزائر حتى تحقق النصر، وأيقظت اليمن من سبات الإمامة القاتل، والاحتلال البريطاني الذي أخترق الوعي وأتقن القهر بصمت.
كما رفعت راية فلسطين في سماء العروبة، ووهبت الجنوب العالمي بأسره هوية جديدة ترتكز على الكرامة والاستقلال.
في زمن عربي مليء بالتحديات والانقسامات، تظل ثورة يوليو البوصلة النادرة التي ترشد المسير، والدرس المستمر الذي لا ينضب، والذخيرة التي تحتفظ بها الأجيال من أجل نضال مستدام، لا مجرد ذكرى تُعلق على جدران الماضي.
ثورة 23 يوليو ليست مجرد ذكرى عابرة في دفتر التاريخ، بل روح حيّة تسري في شرايين الأمة، وصرخة أمل لا تخبو، وعقيدة صلبة بأن الكرامة لا تُوهب، والاستقلال لا يُستجدى، وأن هذه الأمة خُلقت لتكون عصيّة على الانكسار، لا رهينة لمحاور الاستسلام.
اقرأ أيضاًمصطفى بكري يرد على ساويرس: «كفاية همبكة».. ثورة يوليو رمز لـ «العدالة» وحقوق الفقراء لا تهمك في شيء
بعد مرور 73 عاما.. ماذا تبقى من ثورة يوليو؟
مصر تحيي الذكرى الـ 73 لثورة يوليو المجيدة.. مرحلة فارقة في التاريخ الوطني