التوك شو والحوادث

استغل انقطاع الكهرباء.. «لص» ينهي حياة محفظة القرآن ويثير غضب سكان منيل شيحة (قصة كاملة)


استغل لصّ انقطاع التيار الكهربائي في إحدى قرى منطقة منيل شيحة في أبوالنمرس جنوب الجيزة، ليتسلّل إلى منزل سيدة مُسنة كانت تقيم بمفردها، فسرق ما طالته يداه، ثم ترك جسدها غارقًا في دمائه قبل أن يفرّ هاربًا تحت جنح الظلام.

الحادث الذي وقع مساء أمس، تزامن مع موجة انقطاعات كهربائية متكررة تشهدها بعض قرى الجيزة، لكنه أخذ منحى دمويًا في هذه المرة، حين تحوّل الظلام الدامس إلى ستار ارتكبت خلفه واحدة من أكثر الجرائم إثارة للغضب في البلدة الصغيرة.

الضحية هي الحاجة شربات، سيدة في العقد السادس من العمر، معروفة بين سكان الشارع بطيبتها وحرصها على تعليم الأطفال القرآن الكريم، إذ كانت تقيم في الطابق الأرضي من منزل عائلتها، بينما يقيم بعض أقاربها في الطوابق العليا، لكنها اختارت المعيشة المنفردة منذ وفاة زوجها قبل سنوات، دون أن تتخلى عن دفء العلاقات الأسرية التي كانت تجمعها بجيرانها وأبنائهم، لاسيما الأطفال الذين كانت تحفظهم كتاب الله بلا مقابل، وفق الأهالى.

بحسب المعلومات الأولية التي حصلت عليها قوات البحث الجنائي بمركز شرطة أبوالنمرس، فإن الجاني تسلل إلى المنزل مستغلًا انقطاع التيار الكهربائي قرابة الساعة الـ9 مساءً.

التحقيقات في مقتل محفظة قرآن داخل منزلها في أبو النمرس

وتشير التحريات الأولية إلى أنه دخل من النافذة الخلفية المطلة على فناء منزلي خالٍ، كان غالبًا ما يُستخدم كممر خلفي من قبل بعض الجيران، مما يسهّل الوصول دون لفت الأنظار.

أحد قريباتها، التي جاءت لزيارتها صباح اليوم التالي، عثرت على الباب مواربًا بشكل مريب، وعندما دخلت، فوجئت بجسد خالتها مسجى على الأرض، مغطى بقطعة قماش، ويبدو عليه آثار الضرب والخنق، صرخت طالبة النجدة، وسرعان ما تجمّع الجيران، ثم حضرت الشرطة والإسعاف إلى مكان الواقعة.

أفاد مصدر أمني مطلع على التحقيقات بأن تقرير الطب الشرعي المبدئي أشار إلى وجود علامات خنق حول الرقبة، بالإضافة إلى جروح وكدمات في الوجه واليدين، يُعتقد أنها ناتجة عن مقاومة الضحية للمعتدي، ولم تُرصد آثار اقتحام عنيف للمنزل، ما يرجح فرضية الدخول الهادئ تحت غطاء الظلام.

مأساة مقتل سيدة أثناء نومها في الظلام داخل منزلها بـ أبو النمرس جنوب الجيزة

وقال أحد جيران الضحية، وهو سبعيني كان يتردد على منزلها يوميًا: «كانت بتنام بدري، ولما النور قطع ماكنّاش متخيلين إن ده ممكن يحصل، يعني إيه حد يقتل ست طيبة زي دي علشان شوية دهب ولا فلوس؟».

الحاجة شربات لم تكن سيدة عادية بالنسبة إلى سكان المنطقة، عُرفت بحرصها على تحفيظ الأطفال القرآن الكريم في جلسات أسبوعية كانت تُعقد في صالة بيتها، دون مقابل، يقول أحد أهالي المنطقة: «دي كانت دايمًا تقول (أنا مش عايزة أتعامل غير بوجه ربنا)، كانت بركة في الشارع».

شقيقها الأكبر، حضر إلى موقع الجريمة بعد تلقيه اتصالًا من الجيران، بدا عليه التأثر الشديد، لكنه لم يُدلِ بتصريحات سوى ما ذكره لضباط المباحث خلال المعاينة الأولية. وقال أحد المقربين من العائلة إن «الحاجة شربات كانت تعتبر أي طفل في الشارع حفيد لها.. كانت بسيطة وحنونة وبتخاف على كل الناس».

الشرطة تفحص بصمات مجهولة في جريمة قتل منيل شيحة

بدأت أجهزة الأمن في تفريغ كاميرات المراقبة القريبة من منزل الضحية، غير أن الظلام وانقطاع الكهرباء وقت الحادث صعّبا عملية تتبع الجاني، إلا أن فريق البحث الجنائي كشف لاحقًا أنه تم العثور على بصمات مجهولة على أحد الأبواب الداخلية، ويجري حاليًا فحصها ومقارنتها بقواعد بيانات وزارة الداخلية.

كما تقوم وحدة المباحث بجمع التحريات من المحيطين، والتدقيق في تحركات المشتبه بهم المعروفين في المنطقة، لا سيما أولئك الذين لديهم سوابق في جرائم سرقة أو اعتداءات ليلية.

أحد الاحتمالات التي يدرسها المحققون أن يكون الجاني على معرفة بالضحية أو بمداخل ومخارج المنزل، ويرجّح ذلك عدم وجود آثار بعثرة عنيفة أو تخريب داخل الغرف، مما يشير إلى أن القاتل كان يعرف على الأرجح موضع الأشياء الثمينة، أو كانت لديه معرفة مسبقة بعادات الضحية ومواعيد نومها.

«اللي عمل كده مش غريب عن المكان»، تقول إحدى الجارات المسنّات، مضيفة: «هو استغل الظلام، لكن أكيد كان عارف هي فين، وبتقفل البيت الساعة كام».

«كانت بتحب الناس كلها»، تقول شابة في العشرينات ممن تعلموا على يديها القرآن. وتابع: «اللي عمل كده هيتكشف، ربنا كبير».

كيف استغل الجاني انقطاع الكهرباء لقتل سيدة في الجيزة؟

كتب أحد رواد «فيسبوك»: «بأي ذنب قتلت؟ 60 سنة، حافظه كتاب ربنا، وقعده في بيتها، وبسبب عطل في النور راحت ضحية طمع ووحشية إنسان منزوع الضمير».

وربما كانت أكثر العبارات تداولًا بين النساء في اليومين التاليين للحادث: «ربنا يجعلها من الشهداء.. اللي بيموت دفاعًا عن نفسه شهيد».

مصدر أمني أكد لـ«المصرى اليوم» أن الواقعة محل اهتمام كبير لدى مديرية أمن الجيزة، وأن فريقًا متخصصًا يتولى التحقيق في كافة التفاصيل، من البصمات إلى شهادات الشهود. وأشار إلى أن «العمل جار على مدار الساعة، والجهات المعنية لن تُغلق الملف قبل الوصول إلى القاتل، أيًا كانت دوافعه أو صلته بالمجني عليها».

ومن المنتظر أن تُحال القضية إلى النيابة العامة بعد استكمال ملف التحقيقات، على أن تُصدر النيابة بيانًا رسميًا فور توافر أدلة كافية.






Leave A Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts