شيّع أهالي قرية منيل شيحة بمركز أبوالنمرس جنوب الجيزة، اليوم الخميس، جثمان السيدة المسنة شربات الشاهد، المعروفة بين الأهالي بلقب «حافظة القرآن»، والتي لقيت مصرعها داخل منزلها في ظروف مأساوية، بعد أن أقدم شاب من جيرانها على قتلها بدافع السرقة.
وانطلقت جنازة الضحية من مسجد المجمع الإسلامي بالقرية بعد صلاة الجنازة، وسط حالة من الحزن الشديد والذهول، خيّمت على الوجوه التي ودّعت السيدة التي كرّست حياتها لحفظ القرآن الكريم ومساعدة الأسر الفقيرة.



وقال شهود عيان إن المشهد كان صامتًا إلا من صوت البكاء، فيما غلبت الصدمة على المشيعين، الذين لم يتخيلوا أن تُقتل سيدة تجاوزت الستين على يد شاب كان يدخل بيتها ويأكل من طعامها، وتصفه الأسرة بأنه «كان من أولادها في المعاملة».
ووفقًا لتحريات أجهزة الأمن، فقد تبيّن أن المتهم، وهو يقيم في نطاق القرية، تسلّل إلى منزل الضحية أثناء هدوء المنطقة، وحاول سرقة مشغولات ذهبية من داخل غرفة نومها. وحين شعرت به وواجهته، أقدم على خنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ثم استولى على ما وجد من مصوغات ولاذ بالفرار.




وجاء اكتشاف الجريمة بعد ساعات، على يد أحد أفراد العائلة.
باشرت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، وأصدرت قرارًا بضبط وإحضار المتهم بعد ورود معلومات تفيد بمحاولته بيع مشغولات ذهبية يُعتقد أنها تعود للضحية. وتمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد هويته وضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الجريمة، وأرشد عن المسروقات، كما قام بتمثيل الجريمة في حضور النيابة.
التحقيقات بيّنت أن الضحية كانت تقيم بمفردها في شقة بالطابق الأرضي فيما يقيم أخيها بالطابق الثاني، وتُعرف بين أهالي القرية بسيرتها الطيبة، بالإضافة إلى اهتمامها بتقديم الدعم والمساعدة للأسر الفقيرة، ومن بينها أسرة المتهم.


وقال أحد أقارب الضحية لـ«المصري اليوم»: «كانت بتحفظه قرآن وبتعطف على بيته، وعمرك ما تلاقي حد دخل بيتها وخرج جعان. الناس هنا مش مصدقة إن دا حصل فعلًا».
وأمرت النيابة العامة بحبس المتهم 4 احتياطيًا على ذمة التحقيقات، وندبت الطب الشرعي لتشريح الجثمان، كما كلفت فريق الأدلة الجنائية بمعاينة مسرح الجريمة ورفع البصمات.