قررت محكمة جنح الغردقة، برئاسة المستشار أحمد مصطفى، وأمانة سر محمود أبو المعارف، تأجيل محاكمة قبطان غواصة الرحلات السياحية «سندباد»، التى غرقت فى مياه الغردقة نهاية مارس الماضى، وراح ضحيتها ٦ سائحين روس، إلى ١٠ سبتمبر المقبل، مع استمرار حبس المتهم. أثبتت المحكمة فى بداية الجلسة حضور المتهم ودفاعه، الذى طلب تشكيل لجنة هندسية وفنية من خبراء كلية الهندسة بجامعة القاهرة لإعداد تقرير محايد عن أسباب الحادث.
كانت النيابة قد أحالت المتهم إلى المحكمة الجنائية محبوسًا، لتسببه عن طريق الخطأ فى مصرع ٦ أشخاص روس، وإصابة ٣٩ آخرين. وأرفقت النيابة تقرير اللجنة المشكلة بملف القضية، واحتوى على انتقال اللجنة الفنية إلى موقع غرق الغواصة، وفحص مدى التزام الشركة المالكة بمعايير السلامة والصيانة الدورية، وتحليل تسجيلات الرحلة الأخيرة، ومراجعة شهادة القبطان وأفراد الطاقم لمعرفة أى إشارات أو تحذيرات سبقت الغرق، ومراجعة الأوراق والموقف الفنى والتراخيص اللازمة للغواصة، بالإضافة إلى مطابقة تلك الأوراق بالحالة الواقعية للغواصة الغارقة.
وكان الفحص الأول قد أظهر أن الغواصة لم تتعرض لاصطدام مباشر، وأنها لم تتحرك من المنصة البحرية المتواجدة عليها. يُذكر أن النيابة قد أخلت سبيل ربان الغواصة عقب التحقيق معه بعد الحادث مباشرة، مع التعهد بالمثول أمام النيابة فى حال طلبه، وقررت التحفظ على الغواصة، وصرّحت بدفن وتسليم جثث الضحايا الـ٦ لمندوبى السفارة والقنصلية الروسية، كما قررت الشركة المالكة إيقاف رحلات الغواصة لأجل غير مسمى، وبعد ورود تقرير اللجنة أصدرت النيابة قرارًا باستدعاء القبطان وحبسه على ذمة التحقيقات.
وكان مركز عمليات محافظة البحر الأحمر قد تلقى بلاغًا يفيد بتعرض غواصة سياحية للغرق فى المرسى المخصص لها أمام أحد الفنادق الشهيرة بالغردقة، وكان على متنها ٥٠ راكبًا من جنسيات مختلفة، بينهم ٥ مصريين – طاقم الغواصة – و٤٥ من جنسيات مختلفة، ونجحت جهود الجهات المعنية فى نقل المصابين إلى المستشفيات، منهم ٦ حالات وفاة من الأجانب، روس الجنسية. وكشفت أقوال ربان الغواصة فى تحقيقات نيابة البحر الأحمر أن المياه دخلت إلى الغواصة قبل تحركها من على المنصة البحرية أو تشغيلها، وأن الركاب كانوا فى مرحلة الدخول إلى الغواصة، وأنه قام بإنقاذ وإخراج عدد كبير من الركاب من داخل الغواصة، وأنه كان آخر من خرج من داخل الغواصة بعد أن غمرتها المياه وانعدمت الرؤية داخلها.