المرأة والصحة والجمال

استقالات لأطباء “نساء وتوليد” من مستشفى في مصر تثير الجدل

وقالت الطبيبة رنين جبر في منشورها الذي حصد آلاف التفاعلات، إنها وزملاءها كانوا يُجبرون على العمل في نوبات متواصلة لساعات طويلة تصل إلى 72 ساعة، وحرمان من أيام الراحة أو الإجازات المرضية.

وأضافت أن المهام المكلفة بها لم تكن طبية فقط، بل كانت تشمل مهام تمريضية وإدارية، مشيرة إلى أن البيئة التي عملت بها “لا تحتمل”، وأنها قضت نحو عام في ظروف “مليئة بالإجهاد الجسدي والنفسي ولم تتلق أي تقدير رغم تفوقها واجتهادها”.

وتسلط تلك الواقعة الضوء مجددًا على ملف بيئة عمل شباب الأطباء داخل المستشفيات الجامعية، وسط مطالب بإعادة هيكلة نظم التدريب والإشراف والراحة، لضمان تحسين ظروف عمل الأطباء، بما ينعكس على جودة الخدمة الصحية للمواطنين.

وأثار المنشور تعاطفًا كبيرًا من أطباء وزملاء ومتابعين، الذين طالبوا بفتح تحقيق فوري في ما ورد من شهادات، ومراجعة بيئة العمل في أقسام التدريب بالمستشفيات الجامعية، وسط تحذيرات من اتساع ظاهرة الاستقالات في صفوف الأطباء الشبان.

وقبل عام، أقرت الحكومة المصرية عددًا من الإجراءات تستهدف تحسين مناخ عمل الأطباء، من بينها تخصيص 4,5 مليار جنيه لإقرار زيادة إضافية لأعضاء المهن الطبية، وزيادة تصل إلى 100 بالمئة في بدل السهر والمبيت، بجانب إقرار قانون المسئولية الطبية وتغليظ عقوبة الاعتداء على المستشفيات والأطقم الطبية.

نقابة الأطباء تعلق

بدوره، قال الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء المصرية، خالد أمين، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن النقابة تواصلت مع الطبيبة صاحبة الواقعة وزملائها لتقديم الدعم اللازمة لهم في هذه الأزمة، فضلا عن التواصل مع جامعة طنطا لمتابعة التحقيق فيما ورد في شهادتها والعمل على تحسين بيئة العمل في المستشفى الجامعي.

وأضاف “أمين” أن النقابة تتابع عن كثب ما أثير مؤخرًا بشأن استقالات متتالية لأطباء نواب من قسم النساء والتوليد بجامعة طنطا، مطالبا بضرورة النظر في تلك الشهادات والعمل على تحسين الظروف التي يعملها فيها الأطباء تفاديًا لاستقالتهم.

ومضى قائلًا: “ملف تحسين بيئة العمل للأطباء الشباب يحتاج لجهد كبير لأننا أمام تراجع خطير؛ فقد أصبحت الوظائف الجامعية، التي كانت في السابق حلمًا يتنافس عليه الأطباء، تُرفض اليوم من بعض الخريجين، وهذا أمر غير مسبوق”.

ولفت المسؤول النقابي إلى أن المشكلة لا تقتصر على ظروف العمل فقط، بل تشمل أيضًا ضعف الأجور، وتعقيدات نظام الدراسات العليا، وغياب آليات الدعم المهني والنفسي.

وأكد أن المنظومة الصحية في مصر بحاجة إلى تدخلات جادة وشاملة لتحسين أوضاع الأطباء، وضمان بيئة عمل عادلة وآمنة تحفظ كرامتهم، وتُمكّنهم من أداء واجبهم المهني بكفاءة واستقرار.

اجتماع عاجل

بدوره، قرر عميد كلية الطب بجامعة طنطا ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، أحمد غنيم، عقد اجتماع طارئ خلال الساعات المقبلة، لبحث ما تردد عن استقالة عدد من الأطباء والطبيبات النواب بقسم النساء والتوليد، العاملين بالمستشفيات الجامعية.

وأوضح غنيم أن الاجتماع سيُعقد بحضور قيادات المستشفيات الجامعية، ومسؤولي قسم النساء والولادة، إلى جانب الأطراف المعنية، في إطار الحرص على الاستماع إلى كافة وجهات النظر، والوقوف على الحقائق الكاملة بشأن ما تم تداوله مؤخرًا.

وقال إن “الهدف من الاجتماع هو التعامل الجاد مع الأزمة، بما يضمن الحفاظ على مصلحة المنظومة الطبية والمرضى في المستشفيات الجامعية، وفي الوقت ذاته تهيئة بيئة عمل مناسبة للأطباء”، مشددا على فتح قنوات اتصال مباشر وبناء مع شباب الأطباء في جميع الأقسام، لتلقي أية شكاوى أو ملاحظات بهدف العمل على حلها بشكل فوري.



Leave A Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Posts