داخل محكمة الأسرة، وقفت «نورا. م»، 34 عامًا، موظفة بإحدى شركات القطاع الخاص، تطلب الطلاق، وإثبات حضانتها لأطفالها الثلاثة، بعد أن تحوّل الزواج إلى ساحة مساومة، طرفها الأول زوج غاب لشهور، ثم عاد ليطلب الطلاق بشروط وصفتها بأنها «غير إنسانية».
وقالت «نورا»، في دعواها المُقدمة لمحكمة الأسرة بشمال الجيزة، إنها تزوجت منذ أكثر من 10 سنوات من «كريم. ع»، 39 عامًا، موظف بإحدى الشركات الاستثمارية، وأنجبت منه 3 أبناء (أكبرهم 9 سنوات، وأصغرهم لم يتجاوز الرابعة)، وأكدت أنها تحملت حياة صعبة مليئة بالإهانات والضغوط، بسبب تمسكها باستقرار أبنائها، رغم أن الزوج كان دائم الغياب عن المنزل، كثير الشك، يتعمد التقليل من شأنها، فضلًا عن بخله الشديد.
وأضافت الزوجة في التحقيقات، أن زوجها ترك المنزل منذ أكثر من 6 أشهر دون أسباب واضحة، وامتنع عن الإنفاق عليهم، تاركًا إياها تتحمل المسؤولية الكاملة، من إيجار، وسداد مصروفات المدارس، والطعام، والدواء، وحين حاولت التواصل معه، تجاهلها تمامًا، قبل أن يعود فجأة، ويطلب الطلاق.
وتابعت: «قال لي صراحة: عايزة الطلاق؟ يبقى تتنازلي عن كل حاجة، العيال والنفقة والمؤخر والشقة، مش عاوز أشوفك ولا تشوفيهم تاني»، مؤكدة أنها صُدمت من عرضه، وشعرت أن أطفالها أصبحوا أداة للضغط والانتقام.
وأرفقت «نورا» بدعواها صورًا من إيصالات المصروفات المدرسية، وسجلًا من محادثات هاتفية تثبت انقطاع الزوج عن التواصل، وشهادات من جيران وأقارب تفيد بأنه ترك المنزل دون مبرر، كما طالبت المحكمة بإثبات حضانتها الشرعية لأبنائها، وتمكينها من شقة الزوجية باعتبارها «مسكن حضانة»، بالإضافة إلى إلزام الزوج بسداد النفقات المتراكمة.
وأكدت أنها لن تتنازل عن أبنائها تحت أي ظرف، قائلة: «الراجل اللي عايز يحرمني من ولادي مش ممكن يكون أب، ومش هفرط فيهم حتى لو فضلت باقي عمري في المحكمة».
وقررت المحكمة تأجيل نظر الدعوى لجلسة لاحقة لطلب تحريات المباحث حول دخل الزوج ومقر إقامته، مع إخطار الطرفين بالحضور.