اعتبر اللواء أيمن عبدالمحسن، الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، أن إعلان الحكومة الإسرائيلية عزمها فرض سيطرة كاملة على قطاع غزة يمثل منعطفًا بالغ الخطورة، مشيرًا إلى أن الأهداف المعلنة لهذا التوجه غير قابلة للتنفيذ، وأن الدوافع الحقيقية ترتبط بمصالح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الشخصية، في إطار محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.
ووصف «عبدالمحسن»، خلال لقائه مع الإعلامي محمد شردي في برنامج «الحياة اليوم» على قناة «الحياة»، الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها الأكثر تطرفًا في تاريخ البلاد، مؤكدًا أنها تتخذ قرارات ارتجالية وغير مدروسة، وأن ما أقره المجلس الوزاري المصغر لا يقتصر على السيطرة العسكرية، بل يتضمن إعادة تشكيل الواقع السكاني والجغرافي للقطاع.
وأوضح أن القرار جاء عقب اجتماع مطول استمر عشر ساعات، شهد خلافات حادة بين القيادات السياسية من جهة، والمؤسستين الأمنية والعسكرية من جهة أخرى، حيث تغلبت الرؤية السياسية المدفوعة بالمصالح الذاتية على الاعتبارات الأمنية.
وحذر من أن هذه الخطوة، التي تحظى بدعم أمريكي واضح، ليست سوى جزء من خطة أوسع تهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية عبر وسائل قسرية تشمل التهجير الجماعي والتطهير العرقي، مؤكدًا أن إسرائيل لم تعد تبالي بالمواقف الدولية أو بالتحذيرات المتعلقة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، بل تواصل تنفيذ أجندتها دون تردد.
