أفادت شبكة «بي بي سي» البريطانية، أن الولايات المتحدة تجري الاستعدادات على قدم وساق لتحديث طائرة جامبو القطرية، والتي من المتوقع أن تستخدم كطائرة رئاسية للرئيس دونالد ترامب.
ووفقًا لـ «بي بي سي» تقدر قيمة الطائرة التي تصنعها شركة «بوينج» بنحو 400 مليون دولار (300 مليون جنيه إسترليني) وهي تبرع من قطر «كهدية غير مشروطة»، مع تحمل الحكومة الأمريكية أي تكاليف ضرورية لإعادة تأهيلها.
وأثارت الهدية انتقادات من جانب منتقدي ترامب وبعض حلفائه، حيث وصفها البعض بأنها «رشوة» من قوة أجنبية، في حين أصرّ البيت الأبيض على أن الحصول على الطائرة قانوني، متعهدًا بالتبرع بها لمكتبة ترامب الرئاسية بعد انتهاء ولايته.
وتنص القواعد الحالية على أنه لا يُسمح للمسؤولين الأمريكيين بقبول الهدايا التي تقل قيمتها عن 480 دولارًا أمريكيًا، وبحسب مذكرة تفاهم بين قطر ووزارة الدفاع الأمريكية اطلعت عليها شبكة «سي بي إس» الأمريكية، سيتم التبرع بالطائرة «كما هي»، مع إشراف البنتاجون على جميع التعديلات الضرورية قبل أن تتمكن من استخدامها كجزء من طائرة الرئاسة الأمريكية، وهي وسيلة النقل الجوي الرسمية للرئيس.
وسيتعين على الطائرة أيضًا الخضوع لعمليات تفتيش أمنية، بما في ذلك عمليات البحث عن أجهزة المراقبة أو التجسس، قبل أن تتمكن من العمل.
لماذا تحتاج الولايات المتحدة إلى طائرة رئاسية جديدة؟
أشارت «بي بي سي» إلى أن الأسطول الرئاسي الحالي، يتضمن طائرتين من طراز 747-200 كانتا في الخدمة منذ عام 1990، إلى جانب مجموعة من طائرات 757 الأصغر حجمًا والسرية إلى حد ما.
وفي فبراير الماضي، قال الرئيس الأمريكي إنه «غير سعيد» بشركة تصنيع الطائرات الأمريكية بوينج بسبب طائرتي الرئاسة الجديدتين اللتين كان يتوقع أن يتسلمهما مباشرة من الشركة، وفي ذلك الوقت، اقترح أن تقوم الإدارة «بشراء طائرة أو الحصول على طائرة، أو شيء من هذا القبيل».
هل يجوز قبول الطائرة؟
كان ترامب قد وصف في وقت سابق الهدية من قطر بأنها «لفتة عظيمة» وأنه سيكون «غبيًا» إذا رفضها، لكن المنتقدين يزعمون أن التبرع قد يكون غير دستوري.
من جانبه، استشهد السيناتور الديمقراطي من ولاية كاليفورنيا، آدم شيف بقسم من الدستور الأمريكي ينص على أن المسؤولين المنتخبين لا يمكنهم قبول «أي هدية، من أي نوع على الإطلاق» من حكومة أجنبية دون موافقة الكونجرس.
وبموجب القواعد الحالية، لا يمكن للمسؤولين الأمريكيين قبول الهدايا إلا بقيمة أقل من 480 دولارًا أمريكيًا (358 جنيها إسترلينيا)، مما يجعل هدية الطائرة غير عادية للغاية.
ووفقًا لـ«بي بي سي»، فإن البيت الأبيض رفض أي تلميح إلى أن التبرع سيكون غير قانوني، بينما أشار ترامب إلى أن الطائرة ستُنقل إلى «المكتبة» بعد مغادرته البيت الأبيض، حيث تضم المكتبات الرئاسية عادةً أرشيفًا للوثائق، ومتحفًا خاصًا للتذكارات.
كم ستكلف عملية التحديث؟
بحسب الشبكة البريطانية، تظل التكلفة الإجمالية لتحديث الطائرة غير مؤكدة، لكن الخبراء يتفقون على أنها قد تكون باهظة التكلفة بشكل غير عادي.
وتتضمن التعديلات تركيب أنظمة أمنية متطورة، والقدرة على التزود بالوقود أثناء الطيران، والحماية من النبضات الكهرومغناطيسية الناجمة عن الانفجارات النووية.
وأشار خبراء الدفاع إلى أن تكلفة عملية التحديث قد تصل إلى مئات الملايين، أو ربما مليار دولار.