في واحدة من أغرب وقائع القتل التي نظرتها المحكمة وحملت الأوراق تفاصيل كونت عقيدتها ويقينها، عدلت محكمة الجنايات المستأنفة الحكم الصادر بمعاقبة مزارع وإبنه بالسجن المشدد 5 سنوات لكل منهما إلى الحبس سنة مع الشغل في إتهامهما بقتل نجل الأول وشقيق الثاني عمدًا ودفن جثته بإحدي المناطق الزراعية.
صدر الحكم برئاسة المستشار شريف إسماعيل رئيس المحكمة.
تفاصيل الجريمة يعود إلى عام 2023 عندما إكتشف أحد الأهالي جثة المجني عليه مدفونة وملفوفة داخل سجادة داخل أرض زراعية قريبة من مسكنه. وبعد إبلاغ الأجهزة الأمنية والتعرف على الجثة تبين أنها لشاب في العقد الثاني من عمره في حالة تعفن وبها أثار ضرب بالرأس ويظهر عليها تهشم بعظام الجمجمة.
بتكثيف التحريات والبحث تبين أن وراء إرتكاب الجريمة والد المجني عليه وإبنه الأكبر، وأنهما إرتكبا جريمتهما تأديبًا للمجني عليه بسبب سوء سلوكه وإدمانه للمخدرات، وإعتياده التعدي على والدته بالضرب والسب, وكذا شقيقته الصغري-14 سنة- .
وعقب القبض عليهما، وبسؤال والدة المجني عليه وزوجة المتهم الأول ووالدة الثاني أقرت بأنها علمت بالجريمة عقب عودتها إلى المنزل بعدما فوجئت بإختفاء السجادة الموجودة بغرفة المعيشة، وبإصراراها على سؤال زوجها عن السجادة أخبرها بقتله المجني عليه, بأن ضربه على رأسه بقطعة حديدية حتي تأكد من وفاته, وساعده إبنه -المتهم الثاني في وضع الجثة ولفها داخل السجادة ثم دفنها بإحدي المناطق الزراعية. كما أكدت شقيقة المجني عليه أنه كان دائم الشجار مع والديها ومعها والتعدي عليهم بالسب والضرب , بل وأنه في أحد المرات حاول التعدي عليها جنسياً ونزع عنها ملابسها بالقوة ليجبر والدته على إعطائه أموالا يجلب بها المخدرات.
وإعترف المتهمان أمام النيابة العامة بإرتكابهما الواقعة، فأحيلا إلى محكمة الجنايات التي قضت بمعاقبتهما بالسجن المشدد 5 سنوات. فطعنا أمام محكمة الجنايات المستأنفة التي عدلت الحكم إلى حبس سنة مع الشغل.
وقالت في حيثيات حكمها أنها عايشت ظروف وملابسات الواقعة وطالعت ما أقرت به وادة المجني عليه ذاتها وكذا ما شهد به عدد من جيران الأسرة وثبت سوء سلوك المجني عليه واعتياده سب وضرب والديه وشقيقيه، بل وسوء سلوكه مع جيرانهم، كما استقر في يقين المحكمة عدم توافر نية القتل العمد لدي المتهمين وأنها جاءت بغرض تأديب المجني عليه.